في يوم من الأيام اجتمعت حيوانات الغابة وطيورها يشتكون لبعضهم ايذاء الثعلب الماكر لهم وافساده عليهم حياتهم، فقالت الأرانب أنه يطاردنا في كل مكان نذهب إليه، فلا نستطيع أن نخرج للبحث عن طعامنا... وقالت الطيور لقد التهم أطفالنا ودمّر أعشاشنا، وبدا كل حيوان يشتكى ما أُلحق به من أذىً جرّاء مكر الثعلب وايذائه لهم
وهنا تَفتّق ذهنُ البومة إلى حيلة ذكية تستطيع من خلالها أن تقضي على الثعلب، وتلقّنة درسًا لن ينساه، وطلبت من الحيوانات أن يبادر أحدٌ بتنفيذ الخطة.
فقال الأرنب انا سأنفد الخطة.
ثم ذهب الأرنب إلى المكان الذي يجلس فيه الثعلب، وبدأ باستفزازه، وقال له: لقد أصبحت سمينًا عجوزًا وبطئ الحركة ولم تعد كسابق عهدك، فاستشاط الثعلب غيظًا من كلام الأرنب وقال له: لنرى إنْ كنت أستطيع أن أُمسك بك والتهمك في عشائى الليلة أم لا.
وأخذ الأرنب يجرى والثعلب من خلفه، ثم دخل الأرنب حفرة كانت الحيوانات قد أعدت لها مسبقًا وحفروها من الجهتين كفخ لاصطياد الثعلب، وعندما دخل الثعلب إلى الحفرة خلف الأرنب، همّت باقي الحيوانات لغلق باب الحفرة خلف الثعلب، وبعد خروج الأرنب من الجهة الأخرى، أغلقوا الفتحة الأخرى، وبذلك تَمَّ حبس الثعلب ومات من الجوع .
والعظة من هذة القصة أنه لا يجب أبدًا أن نتخذ موقفًا سلبيًا عندما نُظلم حتى لا يتمادى الظالم في ظلمه، ولكن بالحيلة والتكاتف والتعاون يمكن تلقين الظالم درسًا لا ينساه، ويصير عبرة لمن هم على شاكلته .